د. محمد عبدالملك المتوكل   
الخميس, 21 يناير 2010
 
يقول أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه: "الحاكم والد والناس أبناؤه". ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام "رحم الله امرءاً أعان ولده على طاعته".
السؤال الذي يطرح نفسه هو.. هل ما يجري اليوم على مستوى الساحة اليمنية شمالاً وجنوباً عصيان أبناء، أم هو فشل آباء؟
هل أعان الآباء الأبناء على طاعتهم، فكانوا قدوة في سلوكهم، عادلين في حكمهم رحماء في تعاملهم.. ومع ذلك جاء الأبناء عصاة طغاة، أشرارا، أم ان الآباء هم الطغاة، القساة، الظلمة والذين اضطروا أبناءهم إلى الخروج عن طوعهم، والرفض لسلطتهم الغاشمة، وحكمهم الظالم، وسلوكهم الفض وقلوبهم الغليظة التي جعلت الأبناء ينفضون من حولهم.
جاء الأبناء من الجنوب موحدين ومكبرين ومسلمين ومستسلمين مفعمة قلوبهم بالثقة موقنين بأنهم سينامون في أحضان دافئة، وأنهم سوف يسعدون بحياة وارفة في ظل أبوة حانية، ومواطنة متساوية وعدالة شاملة، وشراكة كاملة، وسيادة للقانون، واحترام للدستور.. يا ترى ما الذي جعلهم اليوم يلعنون الساعة التي كانت، والغفلة التي عمت؟
وجاء أبناء شمال الشمال ثائرين مجمهرين، رافضين الأصغر الرنان وقابلين بعيش الكفاف في ظل وطن العدل والمساواة والحرية والكرامة والتنمية والتطور.
يا ترى ما الذي يجعلهم اليوم يرفضون جمهورية الإعلام وملكية الواقع المقام ويتحملون في سبيل ذلك أشرس أنواع الحروب، وبصدورهم العارية يتلقون القذائف الملكية وفي نفس الوقت رصاص الجمهورية.. سبحان مغير الأحوال.. أنصار ملكية الأمس يحاربون اليوم نصرة للجمهورية. أشهد ان كتاب التاريخ سوف يقفون حائرين في فهم ما يجري ولعلها الحادثة النادرة في التاريخ التي يدعو فيها الأب جيرانه لمعاونته في قتل أبنائه وهدم بيوتهم وتشريد أطفالهم ونسائهم وانتهاك سيادة وطنهم ..إن لله في خلقه شؤون

0 التعليقات:

إرسال تعليق